أبو يوسف يعقوب بن اسحق الصباح الكِنْدي، العلامّة الملقب (بفيلسوف العرب)، برع في الفيزياء والكيمياء والطب والرياضيات والفلك والموسيقى وعلم النفس والمنطق. ويُعد الكندي أول الفلاسفة المتجولين المسلمين، وعمل جاهداً على تعريف العرب والمسلمين بالفلسفة اليونانية القديمة.
أبو يوسف يعقوب ابن اسحق الكندي، وُلد في القرن التاسع الميلادي في مدينة الكوفة في العراق والتي كانت تعد مهداً للحضارة العربية. أتمَّ فيها تعليمه الأولي وتتلمذ على يد أشهر العلماء في بغداد، ثم بدأَ رحلته في جمع العلوم والترحال.
يعد الكثيرون أبا يوسف الكندي أحد مؤسسي الفلسفة العربية الإسلامية، واستحقَّ عن جدارة ومقدرة لقب «فيلسوف العرب»، ولعل أهم ما قام به الكندي في قرنه أنه فتح للمسلمين باب التعرف إلى الفلسفة، ووضع اللبنة الأولى في توضيح مشكلة حرية الإرادة توضيحاً فلسفياً، ويعدّه المستشرقين واحداً من اثنتي عشرة شخصية تمثّل قمة الفكر الإنساني.
وصل عدد مؤلفات الكندي إلى 241 كتاباً موزعاً على 17 مجال من مجالات المعرفة، غير أن الكثير من هذه المؤلفات غير موجودة اليوم ولم يبقَ من أعماله سوى 50 كتاباً
يعقوب بن اسحق الصباح الكِنْدي وباعتباره شخصية موسوعية، لم يكتفِ الكندي بنشاطه الفلسفي والفكري، بل تعداه ليحجز لنفسه مكانة مميزة بين أشهر أطباء عصره.
وبالإضافة إلى الفلسفة التي غاص في أعماقها، برع الكندي في مجالات مختلفة من العلوم منها الطب. وكان له كذلك اهتمام بالرياضيات والفلك، ونقل عنه ما يزيد على 20 رسالة ألفها الكندي في الطب، غير أنه لم يبق منها ما يمكن الاستدلال منه على منهجه في التطبيب والعلاج. هذا فضلاً عن ترجمته كتاب “الأدوية المفردة” لجالينوس عن اليونانية إلى العربية.
وتبرز إسهاماته في الطب في محاولته تحديد مقادير الأدوية على أسس رياضية، وبذلك يكون الكندي هو أول من حدد بشكل منظم جرعات جميع الأدوية المعروفة في أيامه، وألف العديد من الكتب في الطب وعلم الأدوية.
ومن مقولاته الطبية ووصاياه للأطباء ولتلاميذه:
وإيماناً منا في مستشفى الكندي بقيمة الإرث الكبير الذي قدمه لنا علماؤنا العرب، وتقديراً منا لإنجازات العالم الكبير يعقوب بن إسحق الكندي، فقد تمت تسمية المستشفى بإسمه.